رأته هي
ولكنه لم يراها
رغم أنها لم تكن تبعد عنه سوى خطوات
توقف حينها نبض الزمان في لحظة إندهاش اصابتها
شعرت برهبة وخوف شديدين و قشعريرة لم تفارق جسدها حتى اختفى عن نظرها
امتزجت بداخلها احاسيساً غريبة لم تشعر بها قبلا
شعرت بان وجناتها تحترقان خجلاً و خوفاً
لا تعلم لماذا؟.... ولكن هذا ما اصابها عندما راته أمامها
شعرت بأن المحطة اصبحت خالية من كل روادها و أنها لم تعد ترى الا اياه
حمدت الله لانه لم يعرفها..... رغم انها تمنت بداخلها غير ذلك.
إنه القدر الذي ساقه في طريقها.... و لعله كان اختبار!!!
اسرعت بفتح حقيبتها....اخرجت هاتفها المحمول...هاتفت و الدته و لازال جسدها ينتفض خجلاً.
"الو...اذيك يا ماما....شفتي يا ماما مش انا لسة شايفة محمد بيقطع تذكرة المترو حالا"
"بجد!!!! و عرفك؟"
" طبعا معرفنيش ما انا مش باين مني حاجة"
"طب وعملتي ايه؟"
"خفت اوي يا ماما وو قفت مكاني ومتحركتش.... ده انا كنت عوزة اجري بسرعة"
"يا خايبة... ومقلتلوش ليه اذيك يا محمد انا خطيبتك....كان هيسيب الامتحان و يقعد معاكي"
"لا يا ماما لا يجوز...اذا مكنتش بقوله اذيك يا محمد وهو قاعد مع والدي عندنا هقوله اذيك يا محمد وهو في المترو"
كانت تتمني ان تفعل كما اخبرتها........... بل و اكثر
ولكنها اكتشفت انها تجاهد نفسها و تروضها
ايقنت أنه لطالما جاهد الانسان نفسه ليرضي الله فإنه حق علي الله ان يرضيه
و ان الانسان قد يجد لذة السعادة بأكمل معانيها عندما يشعر بأنه يفعل ما يرضي ضميره.