الثلاثاء، 29 يناير 2008

نظرات

نظرت إليهم فى عربة القطار وانا لا اسمع سوى صدى عجلاته يدوى فى ظل صمت ساد بالمكان.
كلا منهم يشرد فى ملكوت
دققت فيهم من مقعدى الكاشف هذا
جذبنى المشهد
جميعهم صامتون
شاردون
يفكرون.
لا اعرف فيما يفكرون ... لست مهتمة... فكل ما جذبنى هى تلك النظرات الثابتة المتخفية
أحدهم ينظر لمن جلس امامه يتامله فى سكون
ومنهم من القى بعينيه على ارضية القطار شاردا فيما يحيا فيه من مشاغل الحياه.
لاحظت اننى لا أختلف عنهم كثيرا، فلقد شردت انا أيضا فى اعينهم ووجوههم الصامتة
إنها الحقيقة كلا منا يشرد ليزيل من داخله ملل الطريق، فلربما شردوا جميعا فى نظراتى المتسائلة إليهم.
وقف القطار فى محطتى
نزلت مسرعة بعد أن اقتربت الابواب على الإنغلاق
فلقد شردت أكثر مما ظننت.