الأربعاء، 16 يناير 2008

دموع البراءة

كنت انتظره أن يأتي منذ فترة طويلة
وطال الوقت بشدة
وتأخر عن ميعاد نزولة من الخارج
حتي وصل
نعم وصل في حركات بطيئة هادئة, حيث فتح كالون الباب بمفتاحه الصغير في حركات ثابتة وكأنه لص يتسلل إلى الداخل.
كنت في اخر مراحل نومي بل كنت استعد للنهوض ولكنني عندما شعرت بدخوله قررت ان اظل مكاني وافاجئة فهو يعتقد انني عند امي كعادتي في هذا اليوم.
ظللت صامته في الحجرة فى إنتظار ان يدخل ويضىء المصباح فيجدني أمامه اصرخ كطفلة صغيرة تهلل لعودة الانوار بعد انقطاعها، وارتمي بين ذراعية فلقد أشتقت إليه كثيرا. ولكنه تأخر عن الدخول ...سمعت سماعة الهاتف ترتفع وسمعت صوت ازرار الهاتف تدوي في ظل صمت ساد بالمكان، كدت انهي المفاجأة واخرج من الحجرة فأنا لم اعد احتمل الانتظار
حتي سمعتها ....نعم سمعتها تثقب اذني وقلبي وكأنها رصاصة مطاطية تصيب ولا تقتل. كان صوته في لهفة يقولها في تبجح وكأنه مراهق صغير "كيف حالك يا حبيتي" استرققت السمع قليلا وانا اشعر بأن الدنيا قد اسودت في وجهي وان حرارة دمائي المحترقة تخرج من جسدي البارد
شعرت ان انفاسي قد توقفت وانني اريد ان انتهي حينها سمعته يكمل حديثة المعسول قائلا"طوال فترة سفري كنتي دائما ملازمة لتفكيري"
راودتني المئات من الافكار حينها وكأن عقلي قضي سنينا يفكر
تأرجحت هذه الافكار بين ان التزم الصمت ولا اخرج من الحجرة او اتظاهر بالنوم وكأنني لم اسمع شيئا ...وغيرها من الافكار الضعيفة الهزيلة التى حثتني على السكوت
الا انني لست كذلك وغيرتي كانت اقوي مني .
شعرت حينها انني صاروخا نوويا انطلق بأقصي طاقتة, خرجت وانا اصرخ قائلة "مع من تتحدث" .
لا اعرف لماذا حتي الان اتذكر تقسيمات وجهه حينها.... سعادة تمزجها حيرة وخوف ولهف
مشاعر متناقضة علي وجهه الذي لم ينطق ببنت كلمة.
امسكت الهاتف كرد فعل متوقع واخرجت اخر رقم تم الاتصال به
وحينها كنت ولاول مرة اعلم انني اغبي امرأة في الكون.
فالمرأة التي كان يكلمها ويعبر لها عن مشاعرة الملتهبة هى
(حماتي المبجلة)
فأنسحبت في هدوء الي الحجرة, ولكنني أستدرت و أسرعت إليه ونفذت ما كنت اتمنى
فلقد ارتميت بين ذراعية وانا ابكي بشدة
ولكنها الان لم تكن دموع
الحزن بل دموع البراءة.