كانت الدنيا بخير و كانت الحياة مشية كويس اوي
لحد بعد عيد الأضحي لما كنت ماشية عند حماتي و لمحت خير الله ما اجعله خير شوايات فحم صاج برجول و أسياخ عند محل غريب كده
رحت شاورت لمحمد زوجي عليه و قلتله أنا عوزة منده يا عم بقه
قالي حاضر هجيبلك منهم و أحنا مروحين
و بالفعل حجزنا واحدة متوسطة بأربع أسياخ
و خلصنا مشاويرنا و كنا هنروح بليل بقه
فوتنا على الجدع الغريب عشان نخدها لقينا الراجل قاعد لابس جلابية كده و طاقية واودامه أنجر لحمة مخبية تحت التربيزة الصغيرة اللى اودامه و حاطط اودامه الرز و العيش و شغال الله ينور
يدب ايده تحت التربيزة يطلع بفخدة لحمة و يسف شوية رز وراها و هلم جرجر
محمد قاله فين يا حج الشواية قاله و بوءه مليان لحمة و بيوقع
"خش خش، خد اللى جوه دي و خدلها أربع أسياخ من عندك"
محمد دخل يخبط في الشوايات و في الاسياخ و جابها من تحت الانقاض و لم يعترض بوتاتا
قلنا بقه نشتري فحم عشان نستخدمها فعليا لما نروح خاصة اننا كنا متحمسين أوي اننا نعيش مغامرة الشوي في البلكونة وكده
طيب يا حج عوزين كيلو فحم طيب
"خد الكيس ده و عبيلك كيلو فحم"
محمد بصلي كده و صعب عليه نفسه أوى
يعني المفروض انه هو راخر يدب ايده في شوال الفحم و يعبي كيلو فحم و بعد كده يروح بكل بساطة ماسح ايده في كم القميص و مكمل في البنطلون و نتوكل علي الله
"جرى ايه يا حج، قاعد انت كده و مشغلني من أول ما جيت، ما تدينا انت طيب"
"بس خد خد بس و عبي دي فحماية ذي العسل يئيد و يشعلل و ينور في الضلمة و يقول أميجو"
"طب خلاص يا حاج أنا اسف مش عاوز فحم... خلاص هكسر انا رجول الأنتريه و أبقه أشوي عليها اللحمة و لا تتعب حالك"
"طب أقوم طب أجيبلك"
و بوءه مليان لحمة و الرز بيتطاير منه
"هاه اقوم"
" لا يا حاج كل انت و متشغلش بالك، بس شوفلنا كيس بس للشوايه دي"
"لا والله مفيش أكياس"
محمد بقه كان خلاص وصل للدرجة القصوى و كان لحظة واحدة و يقوله مش عوزين شوايات يا حاج و لا فحم و لا لحمة من اللى في الأنجر اللى انتي مخبيها تحت التربيزة دي و أحنا لمحينها
بس المشكلة اني كنت مستعدة اعمل اي حاجة في سبيل اني اروح زايد و معايا الشواية
"خلاص يا محمد انا هفضيلك شنطة من اللى معايا و نحطها"
"يا بنتي متنفعش الشنط دي الشواية هتقطعها"
"بس نحاول بس دي شنطة واسعة"
و بالفعل في محاولات مننا اننا ندخل الشواية في الشنطة كان الحج بقه قاعد متابع من بعيد الموقف العاطشفي ده و ما كان عليه الا انه يدينا التوجيهات من فوق المنصة
"لا بص...متحطش الرجول لتحت حطها لفوق"
" يا عم لا خلي بالك من الاسياخ صدرها سنها لبره"
"خش يمين....خش شمال...هوبة لفوق...هوبة لتحت"
و ما كان مني و انا بحاول ادخل الشواية انا و محمد و ايدنا عماله تتجرح و تتخربش و خلاص الدم ضرب في نفوخنا الا اني في محاولة مني لكبت غيظي و امتصاص غيظ محمد اقوله
" ركز انت يا حاج في الأكل الله يكرمك و سيبنا أحنا خالص دوقت"
لقيت محمد فطسان من الضحك وعينه دمعت و إذ بيا انا كمان أصاب بنوبة الضحك الهيستيري اللى لو نم إنما ينم علي ان الرادل ده هياكل ضرب النهاردة لو طول شوية
كل ضحكنا ده و الحاج قاعد بردو بيتعشا و بيرمله عضمه بحتتين لحمة ضاني من اللى قلبكم يحبهم و ناسي الدنيا
خلاص بقه قررنا ناخد الشواية و نهاجر من البلد دي
إذ بيه بقه في عرض مغري مغري
"هاه مش عوزين هواية تهووا بيها علي الفحم"
و إذ بالهوايا عبارة عن أولاحة مرشوق فيها يجي تلت اربع ريشات من وزة عراقي منحولة و يقولك بسبعة جنية الهواية
"لا خليها يا حاج احنا هنهوي بكرتونة أحنا ، اصل ريش الوز مبيهويش بضمير"
فجأة لقيت راجل عجيب جدا سبحان الله
لابس جلابية بيضة مفحمة و عليها قفطان مفحم و شعره منكوش و دقنه طويلة ذي الدراويش اللى بيبقوا لابسين سبح كتير في رقبتهم
الراجل كان مفحم أوى من كل حتة و داخل علينا
محمد قلق صراحة و عاوز يقولوا ايه يا حاج انت هتضرب ولا ايه
الراجل فعلا شكله مختل عقليا فقلنا نوسعله يشوف سكته جوة المحل وكنت بفكر نعبيله كيس فحم حلو كده من اللى بيئيد ويطفي و يشعلل
لقينا الراجل بقه طلع طبيعي جدا و عاقل و بيقول لبتاع الشوايات في حوار بينهم كده مكنتش فهمة منه غير ان الجلابية المهببة اللى كان لابسها بمية جنية
اذاي الله اعلم؟؟؟؟
و الحمد لله مشينا و محمد كان خلاص بدأ يدخل في مرحلة التفكير في انه يرمي الشواية تحت اي كوبري
وخلاص كده